الاسم:العيد
اللقب: مشراوي



تمثل المياه الصالحة للشرب والمتاحة بسهولة أهمية للصحة العمومية، سواء تم استخدامها في أغراض الشرب أو الاستخدام المنزلي، أو إعداد الطعام أو الأغراض الترفيهية. فتحسين إمدادات المياه والصرف الصحي، وإدارة الموارد المائية بشكل أفضل، يمكن أن يعززا النمو الاقتصادي للبلدان ويسهما إلى حد كبير في تقليص وطأة الفقر.
وفي عام 2010، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة صراحة بحق الإنسان في المياه والمرافق الصحية. فكل فرد له الحق في الحصول على المياه الكافية والمستمرة والمأمونة والمقبولة والتي يمكن الحصول عليها مادياً وبأسعار معقولة سواء للاستخدام الشخصي أو الاستخدام المنزلي.
وتقوم منظمة الصحة العالمية بوصفها السلطة الدولية المعنية بالصحة العمومية وجودة المياه، بقيادة الجهود العالمية المبذولة للوقاية من انتقال الأمراض المنقولة عن طريق المياه، وبتقديم المشورة للحكومات بشأن تنمية الأهداف والنظم المعتمدة على الصحة.
1)الامراض المتنقلة عبر المياه:
تعد المياه بمصادرها البيت المناسب المكروبات وتكاثرها بانواعها-الفيروسات-الطفيليات-الطحالب-البكتيريا- وسبب انتقالها وانتشارها في المياه هو فضلات الحيوانات والانسان تتسبب في عدة امراض (الاسهال التهاب المعدة والكبد الملاريا الكوليرا شلل الاطفال........... والتيفويد الذي هو موضوعنا اليوم.

2)تعريف التيفود :
- هو مرض يأتي بحمى نتيجة بكتيريا تسمى "سالمونيلاتيفى -salmonellae typhi”. وتوجد في الطعام أو الماء وتنتقل عن طريق الإنسان حامل المرض أو المريض به ويزداد انتشار هذا المرض في المناطق التي لا تتوافر فيها النظافة.

وتتم العدوى به عن طريق الجهاز الهضمي، عن طريق وجود البكتريا في طعام ملوث بها أو ماء أو عن طريق براز المريض والذي يحتوى على تركيز عالٍ من هذه البكتريا ويحمل حوالي 3 - 5% من المرضي البكتريا المسببة لها بعد انتهاء الحالة المرضية.
ويصاب بعض الأشخاص بهذا المرض بصورة مخففة جداً غير ملحوظة وهم المصدر الأكبر والأكثر خطراً للعدوى فى حين لا تظهر عليهم.
وتتكاثر بكتريا هذا المرض في المرارة والقنوات المرارية والكبد ثم بعد ذلك تنتقل إلى الأمعاء.
وتحيا هذه البكتريا لمدة 10 أسابيع في الماء الملوث والمخلفات والقاذورات. والذين يعانون من حمى التيفود المزمنة لا تظهر عليهم الأعراض لعدة سنوات طويلة.
3) كيفية حدوث المرض :
بعد أكل الطعام أو شرب الماء الملوث، تخترق بكتريا السالمونيلا الأمعاء الدقيقة وتدخل في تيار الدم ثم تحمل بواسطة كرات الدم البيضاء للكبد والطحال والنخاع.
وفى هذه المرحلة تتكاثر البكتريا في خلايا هذه الأعضاء ثم تعود مرة أخرى إلى تيار الدم منها تبدأ الأعراض بالحمى والحرارة وفى هذه المرحلة تتواجد البكتريا في الدم. ثم بعد ذلك تهاجم البكتريا المرارة والقنوات المرارية والغدد الليمفاوية الخاصة بالأمعاء ثم تتكاثر بأعداد كبيرة جداً ثم تتجه إلى الأمعاء. ويمكن في هذه المرحلة اكتشاف البكتريا عند عمل مزرعة للبراز في المعمل.

4)الأعراض والمضاعفات
أ)الاعراض
ان اعراض التيفويد تلاحظ من خلال الفحص السريري للشخص في المستشفى حيث:
بعد أسبوع إلى 3 أسابيع على دخول العصيات (البكتيريا) إلى الجسم تظهر الأعراض السريرية الآتية:
- صداع ودوار - انحطاط عام - قشعريرة - شهية خفيفة - انتفاخ البطن - غازات - ألم في البطن - إمساك ثم إسهال - ارتفاع الحرارة حتى 40 درجة مئوية - تسمم الدم – استفراغ - تضخم الطحال ولاحقاً الكبد - بقع حمر على جلد البطن ، الصدر والجسم - هذيان، وفقدان الوعي.

تقسم الأعراض الناتجة عن التسمم الغذائي الناتج عن السالمونيلا إلى خمسة أعراض رئيسية وهي:
- النزلات المعوية الحادة تشكل 75% من الحالات.
- ظهور البكتيريا في الدم ومن دون أعراض أخرى 10% من الحالات.
- حمى وهي تختص بأنواع معينة من السالمونيلا 5% من الحالات. --- هناك شخص حامل للسالمونيلا ومن دون أي أعراض جانبية .
أما في ما يختص بالتسمم الغذائي المؤدي إلى النزلات المعوية فبعد تناول الطعام الملوث تستغرق فترة حضانة المرض من 6 ساعات إلى 48 ساعة، ومن الممكن أن تمتد إلى 12 يوما. ويبدأ المرض عادة بالغثيان والاستفراغ تتبعه آلام البطن والإسهال. وعادة ما تستمر هذه الأعراض من ثلاثة إلى أربعة أيام، مصحوبة في بعض الأحيان بارتفاع في درجة الحرارة في 50% من المرضى، وعادة ما تكون آلام البطن في المنطقة المحيطة بالسرة ومنها تنتقل إلى المنطقة السفلى اليمينية من البطن. أما الإسهال فيكون من ثلاث إلى أربع مرات يوميا ثم إلى إسهال شديد ودموي مصحوبا بمخاط صديدي، كذلك من الممكن أن يحدث التهاب شديد في القولون مما يزيد من فترة المرض إلى عشرة أو خمسة عشر يوما، وعادة يكون البراز دمويا ومن الممكن أن تستمر هذه الحالة المرضية إلى شهرين أو ثلاثة أشهر ولكن المتوسط هو ثلاثة أسابيع. إن ارتفاع درجة الحرارة يعني أن هناك تطورا مهما ويجب عدم إهماله حيث أن السالمونيلا من الممكن أن تستوطن الأغشية الدماغية، أو العظام ،أو المفاصل. أما إذا استمر تواجد السالمونيلا في البراز ولمدة تزيد على السنة، فيقال أن المريض أصبح حاملا مزمنا للسالمونيلا وتقدر هذه النسبة بـ2 - 6 في كل ألف مريض، وعادة يكون الأطفال وكبار السن أكثر عرضة له. كما توجد بعض الأمراض المختلفة والتي يكون المرضى فيها أكثر عرضة لهذا الالتهاب البكتيري منها أمراض تكسر الدم، والأورام السرطانية، ومرض هبوط المناعة المكتسب، والتهابات المناعية
ب)المضاعفات
نزف في الجهاز الهضمي (في الأمعاء بسبب تقرّح المعي الدقيق )
ثقب الأمعاء مع التهاب الأحشاء
نزيف الأنف
التهاب الغدد النكفية
التهاب الإذن الوسطى
التهاب الدماغ
مرض السحايا
التهاب عضلة القلب والرئة
التهاب العظم والمفاصل
التهاب المسالك والمجاري البولية
خلل في عمل الكبد



5)الوقاية والعلاج من المرض:
أ)الوقاية:
هناك إجراءات وقائية عدة يجب الالتزام بها أهمها:
غلي الحليب قبل شربه أو استخراج منتجاته مثل الجبن
الطبخ الجيد للحوم والبيض
الاهتمام بنظافة المطبخ ولوازم الطبخ
غسل اليدين جيداً قبل وبعد إعداد الطعام
غسل اليدين بعد الخروج من دورة المياه
تجنب المسابح العامة والمياه الراكدة
تأمين المياه الصالحة للشرب وتعقيمها وذلك باضافة الكلور(الجافيل) لها
عزل المصاب حتى شفائه،
الحفاظ على النظافة العامة

الابتعاد عن المصاب او الحامل للبكتيريا (السالمونيلا)
وهناك مطاعيم عبر الفم تكون فعاليتها بعد الاسبوع 3 تدوم حوالي 3 سنوات .لاينصح بها للاطفال خاصة اقل من 6سنوات.كما انه مناك مطعوم يعطى للذين سيسافرون للمناطق الموبوئة بالمرض.
ب) العلاج :
دخول المستشفى وعزل الموبوء
- ملازمة السرير
اعطاء مضادات الحرارة واستخدام الكمادات الباردة تجنبا لارتفاع الحرارة
اعطاء السوائل تجنبا للجفاف
- إعطاء المضادات الحيوية (سيبروفلوكساسين- كلورامفينكول )
في الحالات الصعبة والشديدة توصف أدوية الكورتيزون بالإضافة الى المضادات الحيوية .
تغذية المريض
- الأطعمة المسلوقة والمطحونة الحاوية على الفيتامين
- عصير الفواكه بالإضافة الى الشاي والماء مع البروتينات والدهنيات والسكريات اللازمة .
للمرض مسار خطير جدا عند الرضع وعند حصول التعقيدات التي ذكرناها سابقاً، ولكن بشكل عام يتعافى المريض بعد مرور 21 يوماً على انخفاض الحرارة وعند استعمال الأدوية اللازمة وفي وقتها المناسب.

6)الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتوفير المياه وفوائدها التنموية:
ان توفير المياه الصالحة للشرب وباسعار معقولة له فوائد تنموية .فالحصول عليها بسهولة وبمجهود اقل وبسعر معقول يقلل من المجهود والوقت المبذول للحصول عليهاوبذلك يظل الاشخاص منتجين اقتصاديا كذلك يقلل من الصرف على الصحة الجسمية والوقاية من الامراض .حتى الاطفال يتجهون للمدرسة بدل قطع مسافات طويلة لنقل المياة مثل ماكان في السابق .